الأحد، 8 سبتمبر 2013

الشعارات والعلامات التجارية

555

ماهية الشعارات وتاريخها :
===============
الشعار عبارة عن رمز لشخصية ما , سواء كانت اسمية أو اعتبارية . هو بمثابة عنوان مختصر لهذه الشخصية تميزها عن غيرها .
والشعارات بصورتها الحالية ليست بدعة حديثة كما يتصورها البعض , وإنما هي عادة قديمة جدا ظهرت منذ القدم , فما من امة من الأمم السابقة أو البائدة إلا وكان لها رمزها الخاص وشعارها الذي اتخذته معبرا عنها أو عنوانا لحضارتها , فالفراعنة على سبيل المثال لهم رمزهم العام , ولكل ملك منهم أو فئة رمزهم الخاص . كشعار الكوبرا الذي يرمز إلى الآلهة ” وادجيت “
رمز فرعوني
لاحظ هذا الشعار الفرعوني أيضا وهو يُقلد إلى الآن رغم مضي أكثر من خمسة آلاف سنة .
شعار فرعوني
. وأيضا شعار الثعبان والعصا للإغريق والذي يرمز إلى آلهة الطب لديهم “اسـكـلـيـبـوس” , وهذا الشعار مازال مستخدما إلى الآن لبعض الجهات الطبية .
الثعبان والعصى
والحال نفسه مع الديانات السماوية , فاليهود اتخذوا الشمعدان شعارا لهم , وكذا تلك النجمة السداسية التي يسمونها نجمة داواد .
النجمة السداسية والشمعدان
اما النصارى فقد اتخذوا الصلبان لتلك الغاية .
وحتى الأمم الغير مؤمنة بدين سماوي كانت لهم رموزهم , كالبوذية وغيرها .
التنين
بل حتى المنظمات ذات الاتجاهات العقائدية كالماسونية وعبدة الشيطان كانت لهم رموزهم وشعاراتهم الخاصة التي تعبر عن اتجاهاتهم العقدية المنحرفة .
رمزي الماسونية - عبدة الشيطان
أما المسلمون فكان اللون الأسود رمزهم أثناء الحروب , وهو عبارة عن بيارق قماشية تتوسطها عبارة “الله أكبر” , ثم بعد ذلك جاء الهلال والنجمة كشعار لأمة الإسلام , وهو ما نراه في كثير من إعلام الدول العربية والإسلامية , وكان العثمانيون أول من ابتكروه .
شعار اسلامي
العرب أيضا منذ الجاهلية قد أدركوا أهمية الرموز , فمنذ تلك العصور السحيقة كان لكل قبيلة رمزها الخاص , أو بالأحرى الوسم المتميز , وبالطبع فلم يكن ذلك كنوع من التقليد للأمم الأخرى أو للبهرجة , وإنما جاء تلبية لحاجتهم لتمييز قطعان ابل كل قبيلة عن قطعان القبيلة المجاورة , لذا كانوا يضعون وسما على رقابها وفخوذها حتى يميزوها , وقد بقيت هذه العادة إلى اليوم , حيث يبلغ عدد تلك الوسوم في الوقت الحاضر ما يقارب الألف وسم .
وسم الإبل
بين فن تصميم الشعارات , والفن التشكيلي
====================
يعتبر فن تصميم الشعارات فن مستقل بذاته فلا هو بالمنتمي للفن التشكيلي ولا بالتصميم الفني , فهو وإن كان يأخذ من الاثنين بعض سماته ويحتاج إليهما في مخرجاته إلا أننا لا نستطيع أن ننسبه لأحدهما .
إن هذا الفن في الحقيقه نستطيع تسميته بالسهل الممتنع , ففي الوقت الذي قد يصمم فيه شخص لا علاقة له بالفن أجمل الشعارات فقد يعجز أبرع الفنانين التشكيليين في إخراج شعار جيد . والحال نفسه مع محترفي التصميم البرمجي , فمهما كان المصمم محترفا , ويجيد العمل على أقوى برامج التصميم فكل هذا لن يجعل منه مصمم شعارات مبدع .
ومع هذا فمصمم الشعارات المحترف في الحقيقة فنان تشكيلي , سواء كان رساما أو خطاطا أو لم يكن . وبعبارة أخرى نستطيع أن نقول : ( كل مصمم شعارات محترف – فنان تشكيلي ) , ولكن ( ليس كل فنان تشكيلي مصمم شعارات بالضرورة ) .
موهبة تصميم الشعارات :
==============
ان موهبة تصميم الشعارات في الحقيقة هي ( فن تأليف الأشياء ) , فلو كان لديك – مثلا- ملعقة و سكينة وصحن , ثم جمعت العناصرالثلاثة في صورة تكون قد كونت شعارا لمطعم , ولكنه شعار غير فني ما دامت الرسومات أو صور هذه المواد متفرقة .
ولكن لو قمت بتأليفها بطريقة معينة متداخلة فأنت هنا نقلت الشعار من شعار رمزي إلى شعار فني , وكلما كان تأليفك لهذه العناصر بطريقة مبتكرة وإخراج جيد كلما كان شعارك أكثر تميزا وإبداعا .
.. ان الشعارات والعلامات التجارية وبكل بساطه يعتمد حسن تأليفها وإخراجها على ثلاثة عناصر إن توفرت فهي تغني عن كل ما عداها :
الفكرة : فأي شعار جميل يبدأ بفكرة ما , قد تأتي نتيجة لشخبطات عادية ثم يتكون منها شكل متميز .
الخيال . لابد أن يكون المصمم ذو خيال واسع بحيث يستطيع تحوير الشعار للشكل الملائم ولا يبقى بصورته البدائية التي حتما تحتاج إلى تعديل وتهذيب .
الحس الفني : بحيث يستطيع المصمم أن يجعل شعاره مطابقا للهدف الذي صمم من أجله , وان تكون خطوطه وألوانه متناسقة وغير متنافرة .
إذا تجدد الأفكار , وسعة الخيال , والحس الفني ثلاثة عناصر تكون موهبة مستقلة عن موهبة الرسم الذي هو ( الفن التشكيلي ) , وأيضا مستقلة عن براعة التصميم والذي هو مهارة يمكن تعلمها والإبداع فيها والإتقان سواء كان ذلك بطريقة بدائية أو بواسطة برامج الجرافيسك الحديثة .
ولكن إن كان موهوب تصميم الشعارات ارتقى حسه الفني إلى درجة البراعة في الرسم أو جمع بين موهبة الرسم وتصميم الشعارات فحتما سيكون عمله أكثر جمالا , وإن استطاع أن يحترف التصميم البرمجي فهذا يزيده تألقا وتصبح هذه القدرات الثلاث قوة تجعل من تصميماته تحف متميزة ذات لمسة فنية وإخراج راق .
ندرة مصممي الشعارات :
=============
رأينا فيما سبق بأن المقدرة على تصميم الشعارات موهبة مستقلة بذاتها , وانه لا يمكن لأي فنان تشكيلي أو مصمم برمجي أن يقتحم هذا المجال ويبدع فيه إن لم يكن يمتلك هذه الموهبة, لذا فليس غريبا أن نجد شح وندرة في هذا المجال , وان من نستطيع تسميتهم بارعين في هذه الناحية وقد أبدعوا في تصميماتهم – قلة , وذلك على مستوى العالم العربي كله , بل ربما على مستوى العالم أجمع .
أهـمـيـة الشعــارات :
============
من المؤسف اننا في العالم العربي لا نعي أهمية الشعارات , لذا فأنت تراه بالنسبة لكثير من الناس مسألة ثانوية , وقد تكون هناك مصانع وشركات ومؤسسات وغيرها قائمة منذ وقت طويل وليس لها شعار معبر عن نشاطها , وأحيانا تجد صاحب المنشأة يصمم بنفسه الشعار ويستبقيه رغم تفاهته وكأنه قد أتى بما لم يستطعه الأوائل .
في الغرب والدول المتقدمة والمتحضرة لن تجد مثل هذه الأنا .. أو هذه النظرة السطحية للشعارات . فهناك يكون أول ما يفكر فيه صاحب النشاط التجاري أو العلمي … الخ . هو الشعار الملائم لمنشأته , ولذا تجد هناك الكثير من الشركات المتخصصة في تصميم الشعارات , وما ذلك إلا لان رجال الأعمال وغيرهم هناك يعرفون أهمية ذلك ويحرصون عليه , ويعطون القوس باريها .
إن شعار أية جهة هو في الحقيقة كرسالة مختصرة لها , يعبر عن ماهيتها وأهدافها بصورة بصرية تجعل الناس أكثر اعتيادا وألفة عليه , ولذا فليس غريبا أن نجد اليوم للشعارات العريقة أسواقا تباع وتشترى فيها , فمثل هذه العلامات التجارية أصبحت من الشهرة بحيث الفها الناس بل أحبوها أحيانا , وقد يشتري الشخص السلعة لا لذاتها وإنما لأن هذه العلامة أو تلك مطبوعة عليها .
مبادئ ومعايير تصميم الشعرات :
===================
تصميم الشعارات كما أسلفنا موهبة راقية تعتمد في المقام الأول على قوة الفكرة وتميزها.
فقد تستطيع بمجرد خطين متقاطعين أو متوازيين , أو من تحوير شكل هندسي بسيط جدا أن تصنع منه شعارا عالميا فريد من نوعه .
إذا الفكرة هي الأساس , وليس شرطا أن يكون صاحب الفكرة فنانا أو مصمما , فقد يكون شخصا عاديا لا علاقة له بالفن .
هذه هي مبادئ تصميم الشعارات , ولكن ماذا عن المعايير ؟!!
بالطبع هناك معايير لابد من التقيد بها كليا أو على الأقل جزئيا ومن هذه المعايير :
ان لا يعتمد المصمم على شعار آخر يقتبس منه أبرز ما يحتويه .
فهذا يعتبر سرقة , ولكن بإمكانه أن يستفيد منه في ناحية ثانوية إن اضطر لذلك مع أنني شخصيا لا أحبذ الاعتماد على التصميمات السابقة مطلقا إلا للتمرس والتدرب فقط .
أن يعبر الشعار عن الغرض الذي صمم من أجله .
فليس من المنطق أن تصمم شعارا وتضع فيه نبتة مثلا وهو يرمز إلى مصنع للحديد .
ولا أن تصمم شعارا ذو خطوط سوداء أوهو غامقة و هو لجمعية خيرية .
البساطة في الشكل : كلما كان الشعار أكثر بساطة , وأقل تعقيدا كلما كان أكثر تميزا وقيمة .
فالشعار البسيط متناسق الألوان وواضح الغاية والمعالم من السهل علوقه في الذهن , وتألفه النفس وترتاح له العين . وهذه الأمور من الأهداف الرئيسة لتصميم الشعارات لأنها تجذب الناس أحيانا أكثر من انجذابهم للمنشأة نفسها أو لمنتجاتها .
قلة الألوان وتناسبها وتآلفها : كلما كان الشعار يعتمد على لونين أو ثلاثة كـأقصى حد كلما كان أكثر قوة وجاذبية . مع مراعاة أن تكون الألوان متناسقة . أما إن كانت الألوان تعبر عن ذات المنشأة فلا يشترط تناسقها .
الوضوح في كل الحالات : المقصود أن يكون الشعار واضحا سواء كان ملونا أو بالونين الأبيض والأسود فقط . وأن لا يفقد معالمه الرئيسية عند تصغيره لحدود 50X 50بكسل على الأقل .
أنواع الشعارات :
=========
هناك العديد من أنواع الشعارات هذه بعضا منها مع أمثلتها :
عبارة عن خطوط متقاطعة أو أشكال هندسية .
وهذا النوع تستخدم فيه الدوائر أو المربعات أو المثلثات أو المضلعات … الخ .
او بعضها منها مع بعض .
وهذا النوع من الشعارات من أسهلها تصميما وأكثرها بساطة وأشدها قوة في قيمة الفنية إن كانت الفكرة مبتكرة .
شعار هندسي
عبارة عن مخطوط كتابي .
كشعار قناة الجزيرة الفضائية .
شعار قناة الجزيرة
فمن مميزات اللغة العربية وهي أجمل لغات العالم وأكثرها تميزا أن أعطت العرب ميزة أخرى في تصميم الشعارات ونبغ لا ينضب من الأفكار والرؤى , ومجال شاسع يعطي المصمم حرية لا حدود لها من خلال تسعة خطوط بإمكان المصمم اختيار احدهم وتصميم شعاره مع ما يتلاءم مع ذلك الخط , أو حتى دمج خطين مع بعضهما .
خط عادي
شعار بخط عادي
خليط من الأشكال والخطوط
شعارات
صورة واقعية أو شبه واقعية .
شعارصورة شبه واقعية
رسم فني محور
شعار رسم م�ور
زخارف فنية معبرة , أو استخدام خطوط متداخلة .
خطوط أو زخارف
حرف أو رقم أو عدة حروف وأرقام مرسومة أو متداخلة بشكل متميز .
شعارات بسيطة جدا
شعار تداخل �روف
تصنيـــف الشعـــــارات :
=============
كما أن للشعارات عدة أنواع فأيضا هذه الأنواع تخضع لتصنيفات فنية . فبما أنها عمل فني تشكيلي فحتما لابد أن تصنف تبعا للمدارس الفنية الأقرب لها .
فبعض الشعارات ذات الأشكال الهندسية تنتمي للمدرسة التكعيبية .
وهذه تصلح للمؤسسات والجهات الرسمية , وغالبا ما يكون الشعار بعيدا عن البهرجة .
والشعارات التي تكون عبارة عن صورة حقيقية أو شبه حقيقية , هذه تنتمي للمدرسة الواقعية أو الطبيعية . وهي تصلح للجهات التي تعتمد على الصورة البصرية , كشركات الأفلام والسينما وما في شاكلتها .
والشعارات ذات الألوان المتداخلة الغريبة , والشذوذ الشكلي تنتمي للمدرسة السريالية .
وهذه تصلح للمهرجانات والمناسبات العابرة .
والشعارات الفخمة والمعقدة كثيرة الأشكال يمكن تصنيفها للمدرسة الكلاكسيكية .
وهذه تصلح للمؤسسات ذات النشاطات المتنوعة والمؤسسات التعليمية وما شابهها .
والشعارات البسيطة التي يغلب عليها الشكل وقوة التأثير الحسي تسمى شعارات رومنسية .
وهذه تصلح لمواقع النت , والجهات الإعلامية والفنية .
النشاط هو من يفرض شعاره وليس العكس :
————————————-
حينما تنظر إلى شعار الإكسبرر Explorer في جهازك , أو الكويك تايم . أو الريل بلير RealPlayer, أو برامج الحماية كالكاسبر Kaspersky … وغيره … تجدهم عبارة عن حرف واحد أو حرفين بلون واحد أو لونين فقط . إن طبيعة عمل مثل هذه البرامج والظروف المحيطة بهم تفرض أن يكونون في غاية البساطة , لأنهم سيصبحون تبعا لطبيعة عملهم عبارة عن إيقونات يتحتم بساطتها وفي نفس الوقت إمكانية تصغيرها لأقصى حد ممكن .
هذه البرامج ليست مجرد برامج حاسوب صممها هاو وإنما هي في الأساس شركات عالمية قوية وكبيرة جدا .
ولكن مع ذلك فرضت ماهية عمل الشركة بساطة شعارها .
في الجانب المقابل حينما تنظر إلى شعار شركة عالمية تعمل في مجال السينما أو الإنتاج الإعلامي تجد شعارها كبيرا ومعقدا , وأحيانا طبيعيا متحركا … وذلك لأن نشاط هذه الشركة يحتم ذلك , فهي تعمل في مجال يعتمد على الصورة البصرية والحركة والإثارة , لذا لابد أن يكون شعارها جزء من نفس نشاطها , كما إن وسائل عرض منتجها لا تقيدها بشكل أو مساحة معينة , بل على العكس يفترض أحيانا أن يكون شعارها بتلك الهيئة .
أيضا لو لاحظت بأن شركات البطاقات الإتمانية كـ ” امريكان اكسبريس ” و ” مستر كارد “
تعمد بأن تكون شعاراتها على شكل افقي . وما ذلك إلا لكي لا يأخذ مساحة رأسية أكثر مما يجب تحل محل المعلومات الضرورية التي لابد من احتواء البطاقة عليها من رقم وبيانات عميل…الخ .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.