حينما تتصفح بعض المجلات الملونة تنبهر بما تحتويه تلك
المجلات من أقسام مصممة بطريقة في غاية الجمال والذوق الرفيع , لدرجة إن كل
صفحة من صفحاتها تعتبر لوحة فنية من خلال تنسيق الصور , وصنع الإطارات
للعناوين وابتكار الأشكال التي تعبر عن الموضوع . ناهيك عن الغلاف الذي هو
في حد ذاته مع كل إصدار تحفة فريدة , حيث لابد أن يكون جذابا في قمة
الإبهار والتميز . إن مصممي هذه المجلات في الحقيقة فنانون بكل ما تحمل هذه
الكلمة من معنى , وبالرغم من أنهم يتقاضون أجورا على عملهم إلا أنهم في
حقيقة الأمر قد قدموا لمجلاتهم وللمتلقي في نفس الوقت ما لا يقدر بمال .
إن هذه المجلات الأسبوعية أو الشهرية من المؤسف بأنها سريعة
الموت بصدور إصدارات أخرى وأخرى .. إنها كالفراشة الجميلة قصيرة العمر ,
فكفل مصمم تتلاشى مئات تصاميمه كل يوم , بيد أنه حتما لا ينساها فكل تصميم
منها كأنه طفل لهذا المصمم لا ينساه أبدا .
هذه المقدمة مدخل أردت به أن أبين هذه النقلة الكبيرة
والنوعية في تقنية الطباعة , والتي ترافقت مع ظهور التصوير الفتوغرافي ,
وصولا إلى ما يتوفر اليوم من برامج تصميم مذهلة جعلت حتى هواة الرسم
والتصوير فنانين محترفين .
بالأمس البعيد لم يكن هناك شيء من ذلك . لذا فقد كانت صناعة
الكتب تعتمد على الحرف فقط بعد التجليد , وأحيانا تستخدم الزخرفة في تزيين
الصفحات والأغلفة وبعض الرسومات البسيطة , ويعتبر العنوان هو لب الكتاب
الذي لابد أن يعبر عن محتواه بشمول ودقة . الآن حتى لو لم يكن للكتاب أو
للمنشور عنوان فالصور والرسومات الدقيقة تغني عن ذلك .
مع هذا التقدم العلمي في الطباعة و النشر , ومع تسارع فنون
التصوير التي باتت كل يوم تزداد دقتها الطباعية – أصبحت المنشورات بمختلف
أنواعها رسائل ضرورية سواء كانت علمية أو تجارية نرسلها ونتلقاها كل يوم
على شكل دعوات أو دعايات أو حتى رسائل شخصية وبطاقات يتبادلها الأصدقاء
والمعارف , وسواء كانت مطبوعة أو رقمية ترسل عبر شبكات النت و الموبايل
وغيرها .
ولو تركنا كل ذلك , وركزنا فقط على تصميم الأغلفة – أغلفة
الكتب والمنشورات . فبالطبع ففي كل مطبعة من المطابع مصممين , يقومون
بتصميم اغلفة المنشورات والكتب التي ترد إليهم , بيد أن بعض هؤلاء المصممين
غير محترفين , أولا يهمهم في الغالب إلا انجاز العمل بأسرع وقت للانتهاء
منه وتسليمه , وبالطبع فذلك يأتي على حساب الجودة , والغلاف سيكون ضحية
لهذا الارتجال , والبعض من المثقفين ومن في حكمهم بعد أن قضى وقتا كبيرا
وجهدا عظيما في إعداد منشوره أو كتابه يريد أن يكون غلافه في أبهى حلة
ممكنة , ولذا فهو يعتمد على مصمم خارجي أو مستقل لتصميم ذلك الغلاف .
الآن هب انك ذلك المصمم المستقل الذي تقوم بخدمة تصميم أغلفة
الكتب والمنشورات …. فما هي أساسيات هذا العمل في الوقت الحاضر , أو في هذا
العصر المتقدم ؟! .
وما هي أفضل الطرق لخروج التصميم بطريقة احترافية جذابة وفي نفس الوقت لا تخل بالمضمون ؟! .
أولا : وقبل كل شيء لابد أن يكون لديك ميول فنية , ومعرفة ببعض برامج التصميم والجرافيكس كالفتوشوب Photoshopعلى سبيل المثال .
ثانيا : تصنيف الكتاب أو المنشور حسب مجاله . فلكل مجال من المجالات ما يناسبه من الألوان والأشكال .
فإذا كان المنشور تجاري يختلف عن كونه علمي .
وإذا كان علميا يختلف كونه ثقافيا من كونه علميا بحتا .
وإذا كان ثقافيا يختلف من كونه أدبيا من كونه إسلاميا أو فكريا … وهكذا .
وهذه بعض الأفكار لعلك تستفيد منها عند تصميم غلاف لمنشور معين .
المنشورات التجارية : من الأفضل أن تكون الألوان صارخة ,
وأفضلها الأحمر الفاقع المتدرج إلى الأصفر . وتكون الأشكال كثيرة وتوحي
بالحركة وفيها شيئ من الإبهار .
المنشورات الأدبية : أفضل الألوان البني الفاقع المتدرج
للسكري . الأشكال تكون معبرة عن الكتابة . كريش كتابة – محابر – رؤوس أقلام
– وحروف متداخلة – رزم كتب – لوحات تشكيلية معبرة – وزخارف إسلامية (
نباتية ) بسيطة يطعم بها التصميم بمقدار مناسب .
المنشورات الفكرية : يكون التصميم ذات شكل مبهم – لوحات
تشكيلية سريالية – رموز غريبة – حروف علامات تعجب أستفهام – خطوط متداخلة
أو متقاطعة عشوائية – … الخ . افضل الألوان الغامقة : الأسود المتدرج إلى
الرمادي . والأخضر المتدرج إلى الزيتي .
المنشورات العلمية التقنية : تستخدم أشكال ورموز وصور تعبر عن المنشور – أفضل الألوان : الأسود – الأحمر – الأزرق الكحلي .
المنشورات العلمية ( الطبية ) : صور مناسبة . الألوان تكون فاتحة ولابد من غلبت اللون الأبيض عليها .
المنشورات الإسلامية : أفضل الألوان : الأسود – الأخضر – الأزرق البحري
صور مناسبة إن أقتضى الأمر – زخارف إسلامية ( هندسية ) .
المنشورات الفلكلورية : صور مناسبة – لوحات تشكيلية فلكلورية .
الألوان المناسبة : البني المتدرج للسكري – العنابي .
ختاما لا تنسى أن تختار نوعية الألوان لتصميمك CMYK
حيث انها الصيغة المعتمدة لدى معظم المطابع .
0 التعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.